أخبار اللاجئينالأخبارمميز

ألماني يتحدث عن تجربة استضافته للاجئ سوري في منزله و من ثم طرده له

قبل ثلاث سنوات، استقبل كاتب ألماني في صحيفة “تاغس تسايتونغ“، شاباً سوريًا، وفي وقت لاحق طرده، فأصبح اللاجئ بلا مأوى.

وقال الكاتب، إن السوري ويدعى كريم، منذ أن جاء إلى ألمانيا، اسمه مكتوب أسفل جرس شقته.

وشقة كريم المؤجرة تتكون من حمام، غرفة للنوم وأخرى للمعيشة، ومطبخ، على مساحة 25 متر مربع.

وقبل بضعة أشهر، في شهر نيسان، كان كريم يرسل للكاتب، بحسب قول الأخير، رسائل عبر تطبيق “واتس آب” كهذه: “أنام في الشارع منذ أسبوع أو في الحديقة، أنا في ألم، لدي آلام في الظهر، لا أحصل على المال من مركز العمل لمدة أربعة أشهر، لأن ليس لدي عنوان حالياً”.

وأضاف الكاتب “أنا لن أساعده بعد الآن، كريم هو شخص سوري عرفته جيدًا لمدة عامين ونصف، وعاش معي لمدة أحد عشر شهرًا، ويطلب مني المساعدة الآن في موقف يهدد بقائه على قيد الحياة، لكنني أرفض مساعدته، أنا لا أقول له ذلك، بل لا أجيب على رسائله”.

وكريم لاجئ سوري ، يبلغ من العمر 25 عامًا، وهو شخص ودود، لكنه شخصية صعبة.

“وفي ربيع عام 2016، في ذروة توافد اللاجئين، أحضرته ابنتي إلى شقتنا في حي “كرويتسبيرغ” البرليني، ولقد حاولت أنا وابني وزوجتي السابقة فعل أشياء كثيرة لجعل كريم يبدأ حياته هنا”.

“وبعد ما يقرب من عام، شعرنا بالانزعاج الشديد، حيث كان لدينا انطباع بأن لا شيء يحدث، حيث أن كريم لم يكن يذهب بانتظام إلى دورة اللغة، وكان يتصرف كما لو أن رعايتنا له أمر عادي، كما أن عددًا من المؤسسات لا تريد تحمل مسؤولية حياته الجديدة، بالإضافة إلى أنه كذب علينا”.

ويتابع الكاتب “أن الفصل الأول من هذه القصة انتهى في ربيع عام 2017، وتم طرد شاب سوري (كريم) من الشقة، وحصلنا له على غرفة في شقة مشتركة، وهو الأمر الذي لم يعجبه، فهدد بالانتحار”.

وذهب كريم من صديق إلى صديق لبضعة أشهر، وبالإضافة إلى ذلك، وجد كريم مطعم في محطة برلين المركزية ليعمل به، حيث يقوم ينتظيف الطاولات، ولكن بعد بضعة أشهر استقال، لأن عمله بالإضافة إلى دورة اللغة أمر مرهق للغاية بالنسبة له.

في شقته تأتيه الكوابيس، لأن و الدته قُتلت مع أبيه وأخوه الصغير في هجوم صاروخي في عام 2015، إنه لا يستطيع النوم، ويقول الطبيب النفسي إنه يعاني من صدمة، لذلك يريد التخلي عن شقتة الحالية، حيث يقول كريم إنه يريد أن يعيش مع أشخاص آخرين.

ذا، فقد ترك شقته في حي “نيوكولن” في برلين، وانتقل للعيش مع ابنتي البالغة من العمر 22 عامًا، وتقول ابنتي إن كريم صديق حميم ليس له مأوى، ثم جاء صيف عام 2018، حاولت أنا وزوجتي إخراج كريم من شقة ابنتي.

وفي الأشهر التالية أرادت ابنتنا مساعدة كريم في العثور على شقه مرة أخرى، لذلك فهو مرة أخرى في الشارع بلا مأوى، وفي حالة عدم وجود عنوان ثابت خاص به، سيتوقف مركز العمل عن منحه بدل البطالة.

إنه الآن بلا مأوى، ويسأل أصدقائه حول ما إذا كان يمكنه النوم في بيوتهم لبضعة أيام، كما يمنحه إمام المسجد ملجأً مؤقتاً في المسجد لينام فيه، فسألته لماذا لا يعود إلى سوريا؟.

أجاب: “لم يتبق لي شيء هناك.. ماتت جدتي في الآونة الأخيرة”، عندما سألته عن أعمامه وعماته، وأبناء أعمامه؟ هز رأسه ببطء وهو ينظر إلى المطر.

قلت له: “لديك منزلان في سوريا”، فأجاب: “كلاهما دُمرا”، مضيفاً أنه يخشى أن يجنده الأكراد في ميليشياتهم، وعلاوة على ذلك، ليس لديه أصدقاء في مسقط رأسه، وهو، بحسب قوله، يحب برلين.

وأضاف الكاتب أنه تلقى رسالةً من كريم في حزيران كتب له فيها: “أنا سعيد جدًا، حصلت اليوم على شقتي الجديدة. أنا أعيش وحدي الآن”، بمساعدة أحد الأصدقاء.

سألته: “ما رأيك في الشقة؟”، فأجاب: “إنها مشرقة ومرتبة، الأثاث بسيط ولكنه كامل”، وأكمل: “الجيران لطيفون، كل شيء ألماني”.

ويخطط كريم الآن أن يصبح مدربًا للياقة البدنية أو أن يعمل بائعًا في محل “Zara am Ku’damm”.

وبعد أن أبلغ مركز التوظيف بعنوانه الجديد، ينتظر كريم الحصول على استشارة وبدء دورة اللغة الجديدة، وهو بحسب ما نقل الكاتب عنه سوف لن يستسلم.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى