فيلم دم النخل .. الكاتبة توضح لأهالي السويداء اللغط الحاصل

أصدرت كاتبة فيلم دم النخل “ديانا كمال الدين” بياناً وجهته إلى أهالي محافظة السويداء بما يتعلق بالحملة والبلبلة التي انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي بما يخص الفيلم.

سينما – فيلم دم النخل

اكدت الكاتبة في الرسالة ان الشعب السوري جميعه تحمل ويلات هذه الحرب الطويلة على سورية، الحرب التي لم تستهدف فقط الأرض بل استهدفت الانسان السوري بكل أطيافه، واستهدفت وحدتنا الوطنية ولعبت على كل الأوتار المدمّرة للمجتمع من نعرات طائفية وفِتن مناطقية.

وقالت كاتبة الفيلم : لقد نزفت كل محافظات هذا الوطن الكثير من الدماء لتبقى سورية واحدة موّحدة، ولم تكن دماء شباب ورجال السويداء إلا شرفاً يمتزج مع دماء أهلنا من كل المناطق، وليست بطولات أهلي في السويداء ونخوتهم وشهامتهم بحاجة لشهادة من أي انسان.

مؤكدة ان : هناك من يلعب على ذات الأوتار، لقد وصلني كل ما قيل وكل كُتبَ عن الفيلم وعن الأستاذ المخرج نجدة أنزور وعني شخصياً. ولقد تواصل معي عبر الهاتف عددٌ ممّن هم حقاً أهل العقل والحكمة والتروي الذين أدركوا أنه للقضاء على الفتنة يجب أن نسأل مباشرة صاحب العلاقة، لا أن ننقل الأخبار بشكل ساذج “قيل عن قال” ونشعل خلافاً ينتشر كالنار في الهشيم حتى قبل أن يعرض الفيلم ويشاهدوه الناس فيحكمون عليه.

واوضحت الكاتبة: فيلم “دم النخل” هو تجسيد آخر لبطولات رجالنا من كل المحافظات السورية تماماً كما كان فيلم “رد القضاء” الذي تناول حصار سجن حلب المركزي والذي استقبلته السويداء وحيّتنا على إنجازه.
تمّ عرض الفيلم عرضاً خاصاً على الإعلاميين والصحفيين بتاريخ 9 أيلول 2019 وذلك إجراء مُتبع من قِبل صناع السينما في الوطن العربي والعالم. ولقد استمعنا بعد العرض إلى أراء من نعتبرهم شركاء في الفن والوطنية لكي نستفيد من نقدهم السلبي قبل الإيجابي، وذلك قبل إطلاق الفيلم في العروض الجماهيرية.
كثيرٌ منهم كانوا على قدر المسؤولية وواجهونا مباشرة بآرائهم، وأقلية استغلوا هذ العرض التجريبي ليغتالوا الفيلم حتى قبل ولادته إلى الجمهور.

وتابعت الكاتبة ان : أحد الإعلاميين من الشرفاء وهو من السويداء لفت نظرنا مباشرة بعد العرض إلى أن لهجة أحد الجنود ظهرت بلهجة أهل السويداء وهذا الجندي كان خائفاً أمام الموت وأوضح أن هذا المشهد استوقفه لأنه من أهل السويداء، فشكرناه كما شكرنا غيره ممن أعطوا نقداً موضوعياً له كل الاحترام.
ولكن وكما قلت هناك من كان معنا في هذا العرض التجريبي بدل أن يواجهنا برأيه وجهاً لوجه اختار أن يعود إلى بيته مختبئاً خلف شاشة كمبيوتر ليطعننا في ظهرنا نحن الذين وثقنا به، وبدأ حملة التجييش الطائفي التي انتشرت بكل سهولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت الكاتبة ان: المكتوب في السيناريو أنّ حوار هذا الجندي هو باللهجة البيضاء أي أنه من الممكن أن ينتمي إلى أي محافظة وإلى أي منطقة، بقصد أننا بالنهاية كلنا بشر نخاف ونحزن، نفرح ونتألم، ولا يمكن أن نصف شعور من يواجه الموت. وفي ذات المشهد يظهر جميع الجنود شجاعة وبأس وتضحية ولكن احتراماً لعقلي ككاتبة واحتراماً لعقل المشاهد لا يُمكن أن نظهر جميع البشر أقوياء وأبطال وشجعان ومخلصين وشرفاء.

وبينت ديانا كمال الدين ان : الذي حدث هو أن الممثل الذي قام بدور هذا الجندي هو من السويداء وقد تحدث بلهجته بعفوية ولأنّه ليس بيننا أحد في فريق العمل من فنيين وفنانيين يفكر بعقلية ضيقة طائفية أو مناطقية فلم نتوقف عند لهجته أثناء التصوير خصوصاً في وجود تنوّع في اللهجات في الفيلم نتيجة لإنتماء جنود الجيش السوري إلى كافة المحافظات السورية.

وتابعت الكاتبة: عندما قام بتنبيهنا هذا الإعلامي الشريف إلى هذا الأمر أثناء العرض التجريبي وجدناه محقاً وأخذنا برأيه، ولكن كان المتربصون أسرع باقتناص الفرصة والإساءة ليس إلى الفيلم فقط بل إلى شخص الأستاذ المخرج نجدة اسماعيل أنزور بتاريخه الفني والوطني الطويل، والإساءة لي شخصياً، أنا التي كانت منذ أيام قليلة تفتخر بي صفحات الفيس بوك بأنني ابنة السويداء.

ولفتت الكاتبة : لقد قرأت وسمعت كل ما قلتموه عني، ولكن أؤكد لكم بأنّ شعرة واحدة مني لم تنهز ورجفة قلبٍ واحدة بالخوف أو التراجع لم تنبض، لأنّني ابنة الشرفاء وأهلي في السويداء على مدى تاريخهم الطويل علموا العالم معنى الشرف والكرامة والنخوة والشجاعة والدفاع عن الوطن.. وهم الأقدر على إظهار صوت الحق.

واعلنت الكاتبة : أنّ الفيلم ناله ما ناله من التشويه والآن سيصدر بيان من المؤسسة العامة للسينما والأستاذ نجدة أنزور بتأجيل العروض الجماهيرية التي كانت من المفترض أن تبدأ هذا الاسبوع.

المصدر: قناة العالم