الجيش السوري ينتشر في مدينة “طفس” بريف درعا بعد 8 سنوات ( صور )

واكبت عدسة “سبوتنيك” دخول وحدات من الجيش السوري والشرطة الروسية، للمرة الأولى منذ نحو 8 سنوات إلى مدينة (طفس) بريف درعا الغربي جنوبي سوريا، كما رصدت عملية نزع أسلحة ما تبقى من مسلحين داخلها، وذلك بعد أيام من التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة مؤسسات الدولة إلى المدينة.


مصدر مطلع في درعا أكد لـ “سبوتنيك” أن وحدات من الجيش السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية بدأت صباح اليوم الخميس 11 شباط، بالدخول إلى أحياء مدينة طفس والتمركز بشكل مبدئي قرب المشفى الوطني ومجلس المدينة، على أن يتم استكمال الانتشار داخل المدينة وإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية بشكل تدريجي.


وكان مسلحو (جبهة النصرة) وحلفائهم قد سيطروا على مدينة طفس في عام 2013، لتبقى المدينة خارج سيطرة الجيش السوري إلى أن تم تحرير ريف درعا الغربي المتاخم للجولان المحتل، وتم حينها عقد اتفاق مصالحة يقضي بحروج مسلحي التنظيمات الإرهابية إلى إدلب، وبقاء من يرغب من المسلحين في مناطقهم، على أن يتم نزع أسلحتهم خلال 6 أشهر، فيما تنظيمات أخرى رفضت اتفاق التسوية بالكامل وأبقت قبضتها على مركز المدينة منذ ذلك الحين.


وأوضح المصدر أنه بناءً على الاجتماعات الأخيرة التي عقدت بحضور وجهاء من محافظة درعا وقيادات من الجيش السوري والقوات الروسية، تعهد الوجهاء بضمان الاستقرار دخل المدينة وعدم تكرار أي حوادث أمنية، والبدء بتسليم الاسلحة الخفيفة والمتوسطة المتبقية لدى الميليشيات التي كانت قد رفضت اتفاقاات التسوية في وقت سابق.


وأشار المصدر إلى أن عملية تمشيط واسعة تقوم بها وحدات الهندسة في مزارع مدينة (طفس) بحثاً عن أسلحة قد تكون المليشيات خبأتها هناك، إضافة إلى تفكيك العبوات الناسفة والألغام، فيما من المقرر أن يتم إعادة تفعيل دائرة السجل المدني في المدينة وعدد من الدوائر الحكومية والوقوف على احتياجات الأهالي وتأمينها من قبل الجهات الحكومية المعنية.

وتتمتع مدينة طفس بموقع استراتيجي جنوب سوريا، فهي تتموضع على الضفة الشرقية لخط فض الاشتباك بين الجيشين السوري والإسرائيلي في الجولان، كما أنها تشرف من الغرب بنحو 10 كم، على الطريق الدولي (دمشق/ عمان) المعروف باسم (M5).

وقال رئيس مركز المصالحة الروسي اللواء صيتنيك فياتشيسلاف لـ”سبوتنيك”: “نحن اليوم موجودون في مدينة طفس استكمالا لعملية المفاوضات التي بدأت بهدف تسوية الوضع داخل المدينة، حيث تم الاتفاق بعد ثلاث جولات من المفاوضات على أن يقوم عدد من مسلحي البلدة السابقين بتسليم أسلحتهم كدليل على حسن نيتهم، وهذا ما حدث اليوم، إضافة إلى تسليم المقرات والمباني الحكومية داخل المدينة للسلطات السورية تمهيدا لاستئناف عملها وتقديم الخدمات”.

وأضاف اللواء صيتنيك فياتشيسلاف: “بالنسبة للمسلحين السابقين بذلت القيادة السورية كل ما يمكن من الجهد للوصول إلى اتفاق لتسوية أوضاعهم والتصالح معهم، فيما أتاحت للرافضين لاتفاق التسوية فرصة مغادرة البلاد برفقة أمتعتهم وحاجاتهم ومازالت هذه القضية تدرس، والعمل مستمر لإحلال السلام في كامل المنطقة”.

من جهته قائد شرطة درعا العميد ضرار دندل لـ”سبوتنيك” خلال الفترة القادمة سيتم نشر عناصر الشرطة وإعادة كافة المرافق الشرطية من مخافر ومراكز شرطة دوائر النفوس والأحوال المدنية، كما سيتم العمل على إعادة الامن والأمان إلى المدينة حيث حاولت بعض العناصر الإخلال به.

وأشار العميد دندل إلى أن “بعض العناصر الإرهابية المرتبطة مع الخارج، قامت بمحاولة زعزعة الامن في طفس من خلال محاولة التعرض لعناصر الجيش والشرطة، الأمر الذي استدعى تدخل العقلاء ووجهاء مدينة طفس وطلبوا الاجتماع مع الجهات المختصة وطرح بعض النقاط التي تم التوافق عليها، ووجودنا اليوم في طفس هذا أكبر دليل على إتمام المصالحات والتسويات في محافظة درعا”.

وشهدت محافظة درعا السورية مؤخرا سلسلة من الجرائم والحوادث الأمنية والاغتيالات التي نفذها عدد من المطلوبين والخارجين عن القانون، حيث عقدت اجتماعات برعاية مركز المصالحة الروسي في سوريا بين اللجان الأمنية والوجهاء ورجال الدين في عدد من مناطق ريف درعا بهدف حل الحوادث الأمنية التي تعيشها المحافظة والمساعدة بعودة المهجرين إلى قراهم، وتسوية أوضاع الفارين من الخدمة العسكرية.

وناشد أهالي درعا السلطات السورية أكثر من مرة بضرورة وضع حد للفلتان الأمني الذي شهدته المحافظة خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع إلى الضغط على المسلحين الرافضين تسليم أسلحتهم، وهو ما بدأ اليوم في مدينة طفس.

المصدر : وكالة سبوتنك الروسية

•قناتنا على التلغرام ليصلك كل جديد

التعليقات مغلقة.