أوضح رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري لتلفزيون الخبر أن “سماء سوريا شهدت احتراق نيزك قبيل منتصف ليل الجمعة –السبت، موضحاً أن اللون الأزرق المخضر يشير إلى أن التركيبة الأكبر للنيزيك هو من المغنزيوم”.
وشهدت سماء سوريا وعدة دول عربية منها لبنان والعراق مساء الجمعة، وميضاً قوياً أزرق اللون ناتج عن احتراق نيزك في الغلاف الجوي للأرض.
وأشار “العصيري” إلى أنه “من المؤكد أن بقايا النيزك لم تسقط في الأراضي السورية، وأن بعض الفيديوهات تشير إلى أنه سقط في إحدى المدن اللبنانية، ولكن هذا غير مؤكد حتى الآن”.
وأوضح “العصيري” أن “احتراق النيازك الصغيرة في الغلاف الجوي هو أمر طبيعي جداً، وبعضها يكون أكبر حجماً ويتسبب بوميض قوي ويسمى كرة شهابية نارية”.
وأكد رئيس الجمعية الفلكية أن “هذا النيزك لم يكن مرصوداً سابقاً ولم يكن مدروساً، وهو ذو حجم صغير بسبب احتراقه في طبقات الجو العليا، وقد يكون الذي سقط هو بقاياه الصغيرة وهذا غير مؤكد أيضاً، ولا تسبب أي كوارث نهائياً”.
ولفت “العصيري” إلى أنه “من الملاحظ أنه في نفس الوقت كان هناك مهمة تسمى “فالكون “9 تحمل أقمار تجسسية أطلقت عن طريق شركة سبيس X الخاصة من الولايات المتحدة”.
وأوضح “العصيري” أنه “قد يكون هذا النيزك اصطناعي بمعنى أن ما شوهد بقايا هذا الصاروخ الذي أطلق الى الفضاء، حيث تتم متابعة هذا الموضوع بدقة للوقوف على طبيعته”.
وأشار “العصيري” إلى أنه “ إن كان من بقايا مهمة سبيس x ، وبالتالي فإن هذه الشركة تجاوز بإطلاقاتها كل معايير الأمن والسلامة لسكان الأرض ويجب أن يكون هناك موقف من الاتحاد الدولي للفلك. من هذه الاطلاقات غير المسؤولة من الشركة، وإن كان نيزك طبيعي وهو المرجع فهذا أمر طبيعي جداً يحدث وسيحدث بشكل دائم”.
ونفى “العصيري” في حديثه لتلفزيون الخبر، أن” يكون هناك أي ارتباط بين سقوط النيازك والزلازل أو أي كارثة على الأرض ولا على المناخ، مبيناً أن الزلزال هو كارثة أرضية لا علاقة لها بأي جرم فضائي، والتي يمكن تسميتها كوارث كونية”.
ولفت “العصيري” إلى أنه “ حتى لو اصطدم النيزك بالأرض لن يسبب أضرار كبيرة لأن حجمه صغير جداً وبالتالي كما هو متوقع لهذه الأجرام أن تحترق في الغلاف الجوي، ولكن يبقى من المتوقع أن يصطدم نيزك بالأرض وهذه لا يمكن لأحد توقعه أو التنبؤ به أو توقع مكان سقوطه”.
والنيزك هو صخرة موجودة في الفضاء من بقايا تشكل المجموعة الشمسية مختلفة الأشكال والأحجام بعضها لا يتجاوز قطره السنتيمتر وبعضها مئات الأمتار وأكبرها كوكيب يسمى “سيريس”، ومعظمها يدور بين كوكبي المريخ والمشتري.
وحول تأثير سقوط النيزك أشار “العصيري” إلى أن” سقوطها يؤثر بشكل سلبي جداً على الحياة على الأرض، ولكن نادراً ما يسقط على الأرض، ولكن سقط على الأرض قبل 65 مليون عام نيزك أدى للقضاء على الديناصورات”.
ولفت “العصيري” إلى أن “احتراق النيازك هو الحالة الطبيعية الدائمة لأن الغلاف الجوي سميك جداً ويحرق 90% من الكويكبات ويحولها إلى شهب”.
وتابع “العصيري”: “أما الكويكبات التي تسقط على الأرض تسمى نيازك وهي حالات نادرة ومعظمها يسقط في البحر الذي يشكل نحو 75% من سطح الأرض، ونسبة سقوطها على المناطق المأهولة 1% والنسبة المتبقية تسقط على اليابسة ولكن تكون صغيرة جداً ولا نشعر بها”.
وأضاف العصيري أنه “لم يحدث أن سقط نيزك سابقاً في الدول العربية وتسبب بضحايا، ولكن في سوريا هناك فوهة الأتارب وهي ناتجة عن سقوط نيزك قبل عام 1880 ، وهناك نيازك سقطت في الصحارى، ولكن آخر نيزك تسبب بإصابات كان في روسيا عام 2005م”.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى أن هناك تأثير إيجابي للنيزك في حال سقوطه في الصحراء ويكون بحجم وكتلة واحدة كبيرة حيث تحتوي على معادن تكون ثمينة يتمكن العلماء من استخراجها وتقدر قيمتها بملايين الدولارات.
يشار إلى أن النيازك تنقسم إلى ثلاث مجموعات رئيسية هي: الحديدية ونيازك حجرية(aerolite) والصخرية الحديدية ـوالنيازك الحجرية هي الأكثر انتشاراً وتنقسم إلى نوعين نيازك كوندريةو التي تشكل حوالي 86٪ من جميع النيازك الحجرية، ونيازك لاكوندرية، وكل النيازك تقريباً تحتوي على النيكل والحديد، وتلك التي لا تحتوي على الحديد هي نادرة جداً.
تلفزيون الخبر