الشركات الروسية تبدأ مشاريع إعادة إعمار سوريا

إعادة إعمار سوريا

كشف مسؤول سوري، أن روسيا بدأت في مشاريع إعادة إعمار سوريا ، وذلك رغم العقوبات الدولية وبخاصة الأميركية التي تمنع دعم السلطات السورية.

وقال السفير السوري لدى موسكو “رياض حداد” في تصريح لصحيفة (الوطن) بعد لقائه بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف إن «الشركات الروسية بدأت ببعض المشاريع، ويتم تنظيم مشاركة روسيا بعدد من المشاريع الهامة الأخرى».

وعلى رأس تلك المشاريع، إعادة إعمار مرافق البنى التحتية التي تعتبر المحرك الأساسي لعملية إعادة الإعمار الشاملة في سوريا، بحسب حداد.

وتعد تلك الخطوة تحد واضح للعقوبات الدولية وبخاصة قانون “قيصر” الأميركي الذي يفرض عقوبات على الدول والجهات التي تدعم الحكومة السورية.

وحصلت روسيا خلال السنوات الأخيرة على امتيازات اقتصادية واسعة في سوريا، عبر توقيعها عقوداً واتفاقيات مع الحكومة السورية في قطاعات اقتصادية عدة، منها تأجير مرفأ طرطوس لروسيا.

وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في سوريا بأكثر من ٤٠٠ مليار دولار، وتشدد السلطات السورية على أن استثمارات إعادة الإعمار ستذهب إلى “الدول الصديقة” وفي مقدمتها روسيا وإيران، فيما تعارض دول كبرى إطلاق إعادة الإعمار قبل الوصول إلى حل سياسي في سوريا.

تابعنا على تلغرام

 

دولة عملاقة تستعد لإعادة إعمار سوريا

أكد سفير سورية لدى بكين، عماد مصطفى، أن الصين تتهيأ للاشتراك في عملية إعادة إعمار سوريا بصورة متزايدة العمق والنشاط، واعتبر أن سورية جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق، والمطلوب منا نحن السوريين أن نكون أكثر نشاطاً في طرح المشاريع والأفكار والمبادرات على الجانب الصيني.

إعادة إعمار سوريا

وفي مقابلة خاصة، على هامش حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ92 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني، أقامته أول من أمس، السفارة الصينية بدمشق تحت رعاية الملحق العسكري لدى السفارة العميد وانغ روي تشنغ، بفندق «الداما روز»، أوضح مصطفى، أن زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم إلى الصين «لم تأتِ لتوقيع اتفاقات جديدة بل لزيادة تعميق العلاقات القائمة والراسخة والاستراتيجية بين الجمهورية العربية السورية والصين».

وقال: «شهدت هذه الزيارة تطوراً نوعياً في مستوى هذه العلاقة وفي دفئها وحرارتها، والأهم من ذلك كان عمق الأمور التي تم تداولها في اللقاءات التي عقدت في بكين».

وأشار مصطفى إلى أن نجاح هذه الزيارة كان يعبر بالدرجة الأولى عن «ارتفاع مستوى تقدير الصين لصمود سيادة الرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري والشعب السوري في وجه هذه الهجمة البربرية التي عرفتها سورية في السنوات الثمان الماضية».

وأضاف: «الاحترام والإعجاب من الجانب الصيني تجاه سورية كان واضحاً في كل لقاءات وزير الخارجية خلال الزيارة، وكان الصينيون دائماً يثنون على شجاعة الجيش العربي السوري وعلى حكمة القيادة السورية».

ولفت مصطفى إلى أن «هناك اهتماماً متزايداً من قبل الصين بمساعدة إعمار سوريا ، وهناك مشاريع مختلفة، وحيثما توجد فرصة للتعاون السوري الصيني، فالأخوة الصينيون لا يقصرون»، وتابع: «طموحاتنا كبيرة وهم يتهيؤون للاشتراك في عملية إعادة إعمار سورية بصورة متزايدة العمق والنشاط».

وأشار مصطفى إلى موقف بكين من الجهود الحالية للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، وقال: «الصين موقفها السياسي تجاه الأزمة السورية موقف ثابت، وهو ضرورة عدم تدخل الدول الأخرى في سورية وصيانة سيادة سورية ووحدته ترابها الإقليمي وعدم السماح لأي قوة أجنبية بالتعدي عليها».

وأضاف: «تدعو الصين بكل قوة إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية لكنها تؤمن أن هذا الحل السياسي يجب أن ينبثق من إرادة الشعب السوري دون أي تدخل خارجي»، وتابع: «مواقف الصين تريحنا ونحن نحييها كثيراً».

وحول رؤية بكين للانتصار الذي حققته الدولة السورية على أعدائها، بين مصطفى، أن «الصينيين يدركون أن الانتصار الذي تحقق في سورية هو انتصار على الإرادة الغربية والرهان الغربي والرهان النفطي الخليجي والرهان الإسلامي المتطرف على إسقاط الحكم الوطني في سورية».

وقال: «هذا انتصار مبين لا شك فيه، لكن لا تزال هناك جيوب للجماعات الإرهابية وجيوب للجماعات التي باعت روحها للشيطان الأميركي هنا وهناك».

وأضاف: «المعركة لا تزال مستمرة وهناك بالإضافة إلى المعركة على الأرض معركة إعادة الإعمار والبناء، بناء الاقتصاد الوطني وبناء الإنسان السوري الذي تعرض لمحن وضنك شديدين أثناء هذه الحرب الظالمة على سورية، فمن وجهة نظر الرفاق الصينيين لا تزال لدينا تحديات كبرى والمعركة مستمرة وهم واقفون معنا بصلابة وبقوة حقيقية».

وتحدث مصطفى عن رؤية الصين لموقع سورية في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وقال: «سورية جزء لا يتجزأ من مبادرة الحزام والطريق، والمطلوب منا نحن السوريين أن نكون أكثر نشاطاً في طرح المشاريع والأفكار والمبادرات على الجانب الصيني، والحكومة الصينية حريصة دائماً على إشراك سورية في جميع المناسبات التي تعقدها تحت رعاية مبادرة الحزام والطريق».

وأعرب سفير سورية لدى بكين، عن اعتقاده أنه كلما ساءت العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وجمهورية الصين الشعبية كان هذا لمصلحة الكرة الأرضية عموماً ولمصلحة سورية خصيصاً، وقال: «لا أشعر بأي قلق من توتر العلاقات الصينية الأميركية بل أشعر بالغبطة وبالمقابل أي تقارب بين الصين وأميركا يشعرني ببعض القلق».

وختم مصطفى حديثه، بالقول: أنا الآن قادم من بكين لحضور مناسبة وطنية صينية بامتياز وأشعر بالسعادة لكوني أمثل بلدي العظيم والعريق والحضاري سورية لدى بلد آخر ذو عظمة وحضارة وأهمية كبرى على الصعيد العالمي وأتمنى للشعب الصيني وللجيش الصيني دوام النجاح والتوفيق».

الوطن