الجراد الصحراوي يلتهم آلاف الأطنان من المحاصيل ويهدد ملايين البشر

تحذيرات أممية من مجاعة محتملة في منطقة شرق إفريقيا إثر مهاجمة أسراب الجراد الصحراوي الضخمة بعض الدول والتهام المحاصيل الزراعية والمراعي.

رغم وجود أكثر من 20 ألف نوع من الجراد، إلا أن الجراد الصحراوي يعد أكثرهم خطرا، نظرا لسرعته وتكاثره بأعداد كبيرة.

وهجمت أسراب الجراد العديد من الدول منها إثيوبيا والصومال وكينيا وتنزانيا وأوغندا.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، يتكاثر بسرعة كبيرة، إذ يمكن أن يتكاثر بمقدار 500 مرة بحلول يونيو/ حزيران المقبل، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على الأمن الغذائي، في شرق إفريقيا وشرق اليمن وجنوب إيران خلال الأشهر المقبلة.

تهديدات منطقة شرق أفريقيا

في تقرير المنظمة الأخير عن حالة الجراد الصحراوي حتى 14 أبريل/نيسان 2020، أكدت أن الأسراب تنضج في شرق أفريقيا، ومن المتوقع أن تتسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال أواخر مارس/آذار، زيادة كبيرة لأعداد الجراد وهو ما يهدد العديد من الدول خاصة خلال عملية الهجرة.

وناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تقديم قرابة 76 مليون دولار لتمويل حملة رش المناطق المتضررة بالمبيدات الحشرية.
في البداية قال الدكتور جمال عبد اللطيف رئيس الإدارة المركزية للمكافحة ومدير إدارة الجراد السابق بوزارة الزراعة المصرية، إن مواسم تكاثر الجراد تنقسم إلى ثلاثة فصول.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن أماكن التكاثر تنقسم إلى ثلاث مناطق، منها المنطقة الغربية وتشمل ليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا والسنغال حتى المحيط الأطلسي، المنطقة الوسطى وهي منطقة التكاثر الصيفي، وتضم مصر والسودان وأثيوبيا وإريتريا والصومال ودول الخليج، فيما تضم المنطقة الشرقية إيران وأفغانستان والهند وباكستان.

يلتهم الجراد 1.8 مليون طن من المسطحات الخضراء يوميا في مساحة قدرها 350 كيلومترا مربعا، كما تقول منظمة فاو.
ويوضح عبد اللطيف أن موسم التكاثر الصيفي يبدأ من يوليو/تموز، حتى أكتوبر/تشرين الأول بالمنطقة الوسطى، حيث تكون الظروف مناسبة لعملية التكاثر بعد الأمطار التي تهطل في المنطقة، حيث يتغذى الجراد على الحشائش التي تنبت في هذه المناطق.

التكاثر الشتوي

يبدأ الجراء بعد أكتوبر/تشرين الأول في الهجرة لمنطقة التكاثر الشتوي على ساحل البحر الأحمر وبعض دول الخليج وأريتريا وأثيوبيا، ثم يبدأ بعد ذلك الهجرة لمناطق التكاثر الربيعي مع بداية إبريل /نيسان داخل السعودية أو السودان، وكذلك الحال في المناطق الغربية ينتقل من مكان لمكان.

يشكل الجراد خطورة كبيرة نظرا لقدرته على التهام مئات الأطنان من المحاصيل في يوم واحد، حيث يوضح عبد اللطيف أن كل كيلو متر مربع يمكن أن يضم نحو 50 مليون جرادة يمكن أن يلتهموا نحو 1000 طن في اليوم الواحد.
كيف ينتقل الجراد

ينتقل الجراد عبر الريح خلال فترة الانتقال بين مواسم التكاثر، ويشدد عبد اللطيف أنه من المحتمل انتقال الجراد لأي دولة لم يتواجد فيها منذ سنوات طويلة مثل كينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب السودان والصومال.

وفيما يتعلق باليمن أوضح أن انتقال الأسراب لها يمكن بسهولة نظرا لعدم وجود عمليات مكافحة في ظل الظروف الموجودة حاليا.

تحذيرات “الفاو” من حدوث مجاعة في بعض الدول جاءت على إثر مهاجمة الجراد لها، في حين أنها لا تتوفر لديها عمليات مكافحة، خاصة أن المكافحة تكون مجدية خلال فترة التكاثر قبل الهجوم أو فترة الانتقال.

وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة في مصر، أوضح أن فرق المكافحة تبدأ الانتشار بالجنوب الشرقي على ساحل البحر الأحمر، من الخلال القواعد المجهزة للعاملين، بحيث يتم فحص هذه المناطق وحال وجود أي جراد يتم مكافحته.

تظل عملية المكافحة ممكنة قبل تكوين الأسراب وهي المرحلة الأخطر التي تتطلب استراتيجيات أخرى في المواجهة، حيث تقوم بعض الدول بالمكافحة عبر الطائرات أثناء طيران السرب، وكذلك من خلال المكافحة الأرضية.

إجراءات مصر لمكافحة الجراد

من ناحيته قال الدكتور سعيد خليل مستشار وزير الزراعة المصري السابق، إن الوزارة اتخذت إجراءات احترازية متعددة منذ سنوات فيما يتعلق بمكافحة الجراد.

الرصد والمكافحة

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن وزارة الزراعة اتخذت إجراءات احترازية على الحدود مع ليبيا والسودان، خاصة أن الجراد يدخل لمصر من الجهتين.

وبحسب خليل فإن هذه الإجراءات شملت محطات الرصد والسيارات المتحركة للكشف المبكر عن اأي احتمالات لهجوم الجراد بحيث يتم مكافحته قبل دخوله للحدود المصرية عبر رش المبيدات بالطائرات المخصصة للمكافحة.

القضاء على المحاصيل الزراعية

بحسب “الفاو” دمر غزو الجراد نحو 70 ألف هيكتار من الأراضي في الصومال وإثيوبيا.

وهنا يوضح خليل أن المخاطر تكمن في أن الجراد يمكن أن يلتهم نحو 80% من المحصول، ويمكن أن يلتهم المحصول بالكامل.

بعض الدول لا تتخذ التدابير الكاملة في المواجهة، وهو ما يؤكده خليل بأن المكافحة بعد دخول الجراد لا تكون مجدية، خاصة أن أعداد الجراد تقدر بعشرات الملايين وهو ما يصعب من عملية المواجهة.
ووفقا للمنظمة تسمتر عمليات المكافحة في المملكة العربية السعودية ضد تشكل مجاميع من الحوريات ذات الأطوار المبكرة والمتوسطة في منتصف منطقة الخليج العربي، فيما أشارت إلى مخاوف من تدهورالوضع في اليمن، في حين تشكل مجموعات الحوريات في عمان بعض الخطورة، بعدما شوهدت بعض الأسراب الصغيرة تنضع وتضع البيض بالقرب من الإمارات العربية المتحدة، وسط تواصل عمليات المكافحة لمكافحة الآفة هناك.

وفي جنوب غرب أسيا أكدت المنظمة أن تكاثر الربيع يجري هناك وأنه لا يزال الوضع في إيران خطيرا ومثيراً للقلق.

تابع قناة موقع ترندينغ على التلغرام