بلومبيرغ: بعد حجز الناقلة الإيرانية.. هذه هي خيارات سوريا للحصول على النفط الخام

قال تقرير لوكالة بلومبيرغ إن سوريا أمام خيارات محدودة للغاية للحفاظ على تدفق النفط الخام بعد أن قامت البحرية البريطانية الأسبوع الماضي بإيقاف ناقلة تحمل الخام الإيراني إلى المتوسط أثناء مرورها بجبل طارق.

وتعني التطورات الأخيرة حرمان دمشق من إمدادات النفط الإيرانية، مما يعني البحث عن بديل بأسرع ما يمكن خصوصاً أن الناقلة المحتجزة كانت تحمل شحنة ضخمة من النفط الإيراني وكانت متجهة لأحد المصافي السورية والمطلة على المتوسط.

تم التخطيط لمسار الناقلة بعناية، حيث قطعت رحلة طويلة للغاية بدأت من “جزيرة خارج” الإيرانية، وألتفت حول أفريقيا بالكامل، قاطعة مسافة تقدر بـ 23,300 كلم مقارنة مع مسافة تبلغ 6,598 كلم كان يجب أن تقطعها عبر طريقها الطبيعي في حال عبرت البحر الأحمر عبر قناة السويس.

اتبعت الناقلة مسارا غير اعتيادي، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على النفط الإيراني، بعد أن تم منع ناقلات النفط الإيرانية مؤخراً من عبور قناة السويس.

دور قناة السويس

تعتمد سوريا إلى حد كبير على شحنات النفط الإيرانية، حيث تظهر الإحصاءات المتوفرة بين عامين 2016 و2018 أن سوريا تلقت حوالي 50,000 برميلاً يومياً من النفط الإيراني.

وكانت إدارة مراقبة الأصول الأجنبية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية، أصدرت في آذار قائمة سوداء تشمل جميع الناقلات التي تقوم بنقل النفط الإيراني، حيث يمنع التعامل معها بموجب العقوبات.

انعكست العقوبات على الشحنات الإيرانية، في نهاية تشرين الثاني على سبيل المثال، بعد أن قامت الناقلة “قرش البحر” التابعة لـ “سويس ماكس”، بمحاولة للوصول إلى المتوسط عبر المدخل الجنوبي لقناة السويس بحمولة تقدر بمليون برميل من النفط الخام.

عادت الناقلة في اليوم التالي، بحسب بيانات تتبع حصلت عليها بلومبيرغ. ومن ثم، قامت بالرسو لمدة 5 أشهر قبالة الساحل المصري، قبل أن تحاول العبور ثانية من قناة السويس في نهاية نيسان. فشلت الناقلة بالعبور، حيث ما تزال بموقعها هناك محملة بالنفط. قامت الناقلة نفسها، بـ 11 رحلة بين 2017 و2018، ناقلة النفط الخام من إيران إلى سوريا.

مع ذلك، لم يتم منع الخام الإيراني تماماً من عبور القناة. حيث يسمح للدول التي تتمتع بإعفاءات أمريكية من العبور، حيث ما تزال الشحنات القادمة إلى تركيا قادرة على العبور، ولكن يتم إيقاف الناقلات المتجهة لسوريا.

البحث عن طرق بديلة

قررت إيران البحث عن طرق بديلة غير قناة السويس، وذلك عبر الإبحار في طريق أطول بكثير حول أفريقيا وهذا ما قامت به النقالة “غرايس 1” التي تحمل ضعف الشحنة التي تحملها “قرش البحر”.

مشكلة الطريق الجديد مروره بمياه الإتحاد الأوروبي، ولذلك تم احتجاز الناقلة في جبل طارق بناء على طلب من الولايات المتحدة وبمساعدة من البحرية البريطانية.

هذا يعني انقطاع خط النقل البحري الواصل من إيران إلى سوريا مع صعوبة نقل النفط الخام من خلال البر بسبب سيطرة القوات الحليفة للولايات المتحدة على هذه الأراضي وعلى الحقول المنتجة للنفط في سوريا.

حيث تعتبر روسيا حالياً هي الملاذ الوحيد حالياً بعد انقطاع النفط الإيراني.

ومن المحتمل أن تقوم روسيا بتزويد سوريا بالنفط بالطريقة ذاتها التي تقوم فيها بتزويد طائراتها ومركباتها العسكرية العاملة في سوريا.

ويعتبر هذا السيناريو هو الأخطر دولياً، حيث أن احتجاز ناقلة نقط إيرانية في جبل طارق أمر مختلف تماماً عن احتجاز ناقلة نفط روسية في بحر إيجة, حيث ستترتب عليه نتائج خطيرة جدا.

بلومبيرغ