أخبار سورياالأخبارمميز

التفاصيل الكاملة للتحضيرات من أجل ” ليلة سقوط العاصمة السورية دمشق “

لم يكن استعمال الأنفاق بالنسبة للمجموعات المسلحة المناوئة للجيش السوري في العاصمة السورية دمشق خياراً مستبعداً بالنسبة لهذا الجيش الذي عرف كيف يسبِق أعداءه بفكرة وبِنفق، لكن المفاجئ كان وجود شبكة أنفاق معقدة أُعدت لإسقاط العاصمة ما كان للمسلحين بقدراتهم الذاتية أن يصلوا إلى الضوء في نهاية أنفاقها لولا تقديم الدعم الاستخباراتي الغربي المباشر لهم في هذا الإطار وهو الأمر الذي وعاه الجيش السوري باكرا وأعد الخطط اللازمة لإحباطه.

تحت العاصمة السورية دمشق وفي محيطها، كان هنالك مدينة آخرى من الأنفاق الطابقية والعرضية، توقع الكثيرون شيئا من هذا القبيل ولكن أحدا لم يطف بباله أن يقف على شبكة كهذه معقدة وممتدة ومتشابكة سخرت لحرب المجموعات الإرهابية استعدادا لـ “ليلة سقوط العاصمة”.

يُرجع المصدر العسكري الذي رافقنا خلال جولتنا في الغوطة الشرقية سبب استخدام المجماعات الإرهابية المسلحة حرب الأنفاق إلى عجزها عن مواجهة الجيش السوري وجها لوجه فوق سطح الأرض، فلجأت إلى هذا النوع من الحروب في مرحلة مبكرة من العمل العسكري ومع ذلك فقد أفشل الجيش باكراً عشرات محاولات الدخول إلى بعض المواقع الحساسة في العاصمة و محيطها عبر شبكة الأنفاق المدروسة و المنفذة بإحكام خلال السنين الماضية.

المصدر العسكري السوري جزم وبشكل قاطع بأن التخطيط لشبكة الأنفاق المعقدة والمحكمة كان من الخارج بكل تأكيد، وهو صنيعة الإستخبارات الغربية والصهيونية التي زودت الإرهابيين بكل التقنيات الحديثة الخاصة بذلك “تنظيم الأنفاق التي عاينها الجيش واكتشفها بعد التحرير يؤكد أنّ هناك عقلاً مدبراً استخباراتياً خبيراً بذلك فهؤلاء الإرهابيون أقل شأنا من أن يقوموا بذلك دون مساعدة أجهزة المخابرات هذه”.

المصدر العسكري المرافق لنا أكد أن توثيق شبكات الأنفاق المحفورة بالغوطة استغرق وقتاً طويلاً وعملاً حثيثاً إذ قام الجيش السوري بمسح شامل لها بيّنت نتيجته أن طول الأنفاق تحت الغوطة بأكملها يبلغ مئة وسبعين كيلو متراً معظمها قد تركز تحت خطوط التماس على تخوم العاصمة أي تحت أحياء القابون وجوبر وعربين وحرستا، أربعةٌ وثلاثون منها وجدت تحت حي جوبر لوحده، فيما كان طول ما تم مسحه من أنفاق تحت مدينة عربين أربعةٌ و عشرون كيلو متراً و الباقي توزع على مناطق الغوطة الأخرى بين أنفاق خاصة للتنقل بمرور العربات الكبيرة و أخرى قتالية ذات حجم صغير تركزت على خطوط التماس.

الهدف الأساس من استخدام حرب الأنفاق كان إسقاط العاصمة السورية دمشق لكن الجيش السوري سرعان ما طور من قدرته على التعامل مع هذا النوع من التكتيكات وعاش سباقا محموما في ميدان الزمن مع المجموعات الإرهابية لحماية العاصمة مما كان يدبر لها في ليل، وهو اليوم بات يمتلك الأدوات و الخبرة الكافية التي تمكنه من اكتشاف الأنفاق بحسب تأكيد المصدر العسكري ذاته، “خبرات جنود وحدات الجيش السوري التي كانت مسؤولةً عن حماية العاصمة قد صُقلت وباتوا قادرين على خوض المعارك الدفاعية و الهجومية في حرب الأنفاق مما يعني إضافةً هامةً لخبراتٍ يتمنى أي جيش في العالم الحصول عليها”.

المصدر: العهد

فريق التحرير

كاتب محتوى في المجال السياسي والعسكري ومصمم خرائط ومتابع لأهم التطورات في المنطقة العربية .
زر الذهاب إلى الأعلى