كثفت وحدات الجيش السوري العاملة على جبهة ريف اللاذقية من عمليات الاستهداف الناري على طول خطوط التماس مع التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا.
سوريا – ريف اللاذقية
وتركز الاستهدافات على تدمير مواقع ومراصد متقدمة تستخدمها المجموعات المسلحة كقواعد لاستهداف النقاط العسكرية ويتم عبرها تسهيل تسلل المقاتلين التركستان الصينيين ممن يعتمدون أسلوب الاستنزاف الميداني من خلال تكرار العمليات المفاجئة على مواقع مختلفة وبأعداد قليلة.
ويشكل الحضور البشري الكثيف لوحدات الجيش السوري والمدعوم بمختلف صنوف الأسلحة جدارا صلبا يمنع المسلحين من مجرد التفكير في التقدم وكسب مواقع استراتيجية تخفف من هواجسهم إزاء خطر السقوط المفاجئ لبلدة وجبل كباني، وهما النقطتين الأخيرتين اللتين يسيطر عليهما المقاتلون الصينيون في ريف اللاذقية، ذلك أن سقوطهما سيشرع الأبواب بالتأكيد للإشراف بشكل حاسم على مواقع “جبهة النصرة” في ريف إدلب الجنوبي وعلى مستوطنات الصينيين في مدينة جسر الشغور الاستراتيجية.
عن واقع جبهة ريف اللاذقية، بين مصدر عسكري لمراسل “سبوتنيك” أن الجيش السوري يمارس ضغطا ناريا على كافة مناطق تواجد المسلحين وبدعم من الطيران الروسي بغية إغلاق كافة مساحات الميدان وتقييد حركتهم وخاصة تلك القادمة من عمق ريف إدلب.
وأشار المصدر إلى أنه لم يُتخذ بعد قرار الدخول في معركة برية تفتح جبهة ريف اللاذقية الشمال الشرقي على مصراعيها، نظرا لتداخل هذه الجبهة جغرافيا مع ريف إدلب وارتباطها بمجموعة عوامل لوجستية وميدانية منها حركة تقدم لقوات في محور ريف حماة الشمالي وفي ريف حلب.
وتشهد جغرافيا ريف إدلب نشاطا ملحوظا للطائرات الروسية التي تنفذ عمليات متنوعة يمكن رصدها بوضوح من قمم جبال اللاذقية, بعضها يتعلق بالمراقبة وجمع المعلومات بشكل مستمر عن التغيرات التي قد تطرأ على توزع التنظيمات الإرهابية وخطوط إمدادها ومقراتها الميدانية، وذلك في ظل تنامي المخاوف من قيام الآسيويين المتواجدين بكثافة في منطقة جسر الشغور بالتحضير لاستفزازات كيمائية.
وينتشر في ريفي اللاذقية الشمال الشرقي، وإدلب الجنوبي مقاتلون صينيون من “الحزب الإسلامي التركستاني” المعروف بقربه العقائدي من تنظيم “جبهة النصرة”.
ويقدر عدد المقاتلين الذين تنحدر أصولهم من الأقلية القومية التركية (الإويغور) في (شينغ يانغ) الصينية بثمانية آلاف، بدؤوا بالتوافد مع عائلاتهم إلى الأراضي السورية بداية الحرب عام 2011 وانخرطوا بالقتال تحت رايات متعددة إلى أن أعلنوا في 2013 عن تشكيل تنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني”.
وللمقاتلين التركستان ولعائلاتهم مستوطنات وقرى صغيرة يسكنون فيها مكان السكان الذين تم تهجيرهم، بدعم من تركيا التي قدمت لهم تسهيلات كبيرة لإحداث تغييرات ديموغرافية تصب في صالحها بالشمال السوري.
ويتجاور الإيغور الصينيين مع أقران لهم في القومية التركية كـ “التركمان السوريين” الذين يعدون غالبية في الكثير من البلدات قرب الحدود التركيا بريف اللاذقية الشمالي الشرقي إلى جانب تنظيم “الذئاب الرمادية” التركي الذي شارك في مجازر اللاذقية ونسب إلى نفسه إسقاط الطائرة الروسية “سو 25” عام 2015، ويتزعمه المدعو ألب أرسلان جيليك الذي لاحقته السلطات الروسية وطلبت من تركيا تسليمه بعد ورود معلومات عن إخفائه من قبل المخابرات التركية في بلدة أزمير.
وكان الزعيم العام لتنظيم “الحزب الإسلامي التركستاني”، جند الله التركستاني، كشف في فيديو بثه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي نهاية العام الماضي عن حدود ما أسماها “إمارة” التركستان الصنيين في الشمال السوري، معتبراً أنها تمتد من جبل التركمان وجبل الأكراد إلى سهل الغاب، وتشمل منطقة جسر الشغور ومناطق أخرى، حيث كان هذا الإعلان.
المصدر: سبوتنيك